كيفية انتشار نظريات المؤامرة عبر الإنترنت
ألقت دراسة جديدة الضوء على كيفية انتشار نظريات المؤامرة عبر الإنترنت وعلى أولئك الذين يصدقونها في الواقع.
ومع الانتشار الواسع عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لنظريات المؤامرة، حاول فريق من الباحثين الأستراليين كشف السبب الذي يجعل المعتقدات الغريبة، في كثير من الأحيان، تلقى جاذبية واسعة النطاق.
وقام الباحثون بتحليل حوالي 1.7 مليار تعليق وبيانات تم سحبها من صفحة “Reddit r/Conspiracy”، في الفترة بين أكتوبر 2007 ومايو 2015.
وبعد تقسيم الأشخاص الذين ينشرون عبر هذه الصفحات إلى مجموعات مختلفة، فوجئ الباحثون الأستراليون بأن منظري المؤامرة التقليديين، الذين يؤمنون بأفكار غير قابلة للتصديق عن الحياة والكون وكل شيء من حولنا، لا يمثلون سوى نسبة صغيرة.
ويعتقد بشكل عام أن المؤمنين بنظرية المؤامرة يميلون لأن يكونوا غير عقلانيين وربما حتى مرضى نفسيين. ووفقا للباحث الرئيسي كولين كلاين، فإن أصحاب نظرية المؤامرة يمتلكون نظام اعتقاد “أحادي”، حيث يؤدي الإيمان بمؤامرة واحدة إلى الإيمان بالمؤامرات الأخرى، ويشرحون كل حدث مهم في إطار “المنطق التآمري”.
ومن خلال البيانات الضخمة التي تم تحليلها، كشفت النتائج أن المؤامرات تصبح شائعة وواسعة الانتشار عندما يربطها عدد من الأشخاص المختلفين بمعتقداتهم، حيث أن الكثيرين يتعاملون مع هذه النظريات بسبب عدم الثقة في المصادر التقليدية للمعلومة، وبسبب تفاعلاتهم على الصفحة، أصبحوا متورطين في أفكار متطرفة بشكل متزايد.
وبعبارة أخرى، فإن الباحثين، وجدوا أنه إلى جانب “المؤمنين الحقيقيين” هناك مجموعات مختلفة تقف وراء انتشار نظرية المؤامرة، سواء كانت تلك المجموعات مرتبطة بالإيديولوجيات المشتركة أو اللاعقلانية البسيطة.
ويقول الباحثون إن الأفراد المشاركين في نظريات المؤامرة قد يمتلكون دوافع نفسية ومعتقدات ومواقف مختلفة، فمنهم من يكون غير منطقي وبعضهم غاضب، والبعض الآخر عنصري، بالإضافة إلى الذين يشككون بكل شيء، خاصة ما يتعلق بهياكل السلطة.
ومن هنا، يمكن القول إن نظرية المؤامرة يمكن فهمها على أنها أفضل وسيلة للتعبير عن انهيار الثقة في مؤسسات مثل الحكومات ووسائل الإعلام، وعلى الرغم من صعوبة إعادة بناء الثقة، إلا أن اكتشاف دوافع ومواقف المؤمنين بنظريات المؤامرة المتنوعة والمعقدة، قد تكون خطوة نحو إيجاد حل لكيفية القضاء عليها.
المصدر: RT