هكذا يؤثر سلوك البشر في الحركة المالية
[ads336]
مع كل مرة تقع فيها أزمة اقتصادية أو تراجع لحجم التداولات المالية في بورصة من البورصات العالمية، وكان آخرها أزمة بورصة الصين التي أفقدت الشركات عشرات الملايير من الدولار، إلا ويثار السؤال حول أسباب الأزمة، وعادة ما يكون الجواب صعبا أو غير متوفر ويبقى السبب مجهولا، وهو ما تفسره الخبيرة المالية، سهى رجب، بالسلوك البشري الذي يجعل من البورصات تربح الملايير أو تفقدها، مضيفة أن هناك الكثير من العوامل النفسية التي تتحكم في صعود الأسهم أو تراجعها.
وتضيف المحللة المالية لدى هيئة الأوراق المالية والسلع بالإمارات، في تصريح لجريدة هسبريس، أن السلوك البشري هو المحدد لتحركات البورصة أكثر من أي شيء آخر، “وتوقع حالة الطقس أسهل من معرفة حركة البورصة، لأن حالة الطقس تنبني على حسابات رياضية وقوانين فيزيائيةـ أما البورصة فهي مرتبطة بسلوك بشر، كل واحد يحاول التأثير في الآخر”.
الخبيرة المالية قدمت المثال بما حدث في أواخر التسعينيات من القرن الماضي عندما بدأت تظهر أولى الشركات الأمريكية العاملة في الإنترنت، والتي كانت شركات صغيرة آنذاك ومع ذلك فإن الإقبال عليها كان كبيرا، مفسرة الأمر بأنه “كانت رغبة في الإقبال على هذا النوع الجديد من الشركات واتخاذ قرار شراء الأسهم مرتبط بالحالة العصبية والعاطفية لكل فرد”.
وتواصل المتحدثة أن النظريات التقليدية كانت تقول إن الإنسان هو كائن عقلاني ويتخذ قراراته بشكل مدروس، “لكن الواقع أثبت أن الإنسان يعتمد على الإحساس والنصيحة والإشاعات في اتخاذ قرارته وينطبق هذا الأمر على قرارات البيع والشراء في البورصة”، مشيرة إلى أنه حاليا يوجد علم يطلق عليه علم التمويل السلوكي، مؤكدة أن “الحالة النفسية وطريقة عمل الدماغ هي التي تتحكم في قرارته المالية”.
ويتخذ الفرد قراره للاستثمار المالي بناء على ما أسمتها الخبيرة المالية “الانحيازات الفكرية”، والتي تقوم على أن عقل الإنسان يعمد دائما إلى التأكيد على المعلومات السابقة التي يتوفر عليها ويؤدي هذا الأمر إلى التمسك بالقرار، وحتى لو أن العقل واجه معلومات جديدة تناقض المعلومات التي يتوفر عليها، “فإن عقلنا يرفض التنافر الفكري وذلك عندما تتعارض معلومات جديدة مع المعلومات السابقة التي نتوفر عليها”، ويؤدي هذا الوضع إلى اتخاذ قرارات لا عقلانية لاستثمار الأموال.
ومن بين الأخطاء التي يقدم عليها مستثمرو الأموال هو ما أسمته “خطأ التمثيل”، الذي يعني أن الإنسان يتخذ قراراته بناء على مواصفات بسيطة وعيّنة صغيرة، على أساسها يحكم على عينة أكبر، مقدمة المثال على ذلك بأن البعض يقوم بشراء أسهم فقط لأنها حققت نتائج جيدة خلال شهر واحد دون الأخذ بعين الاعتبار الأداء خلال الأشهر السابقة ولا التوقعات حول المستقبل، “لهذا يجب حسن اختيار العينة ودراسة الإحصاء قبل اتخاذ أي قرار”.
المحللة المالية أكدت أن الدراسات المالية كشفت أن الأسهم التي تحظى بتغطية إعلامية كبيرة في الغالب يكون أداؤها سيئا في المستقبل، بينما الأسهم التي لا تحظى بتغطية إعلامية تؤدي بشكل جيد، مفسرة ذلك بحدوث ما يسمى “فقاعات مالية”، وهي عندما يقع ارتفاع الإقبال على سهم معين دون وجود سبب مقنع للإقبال عليها.
[ads337]