ماذا تعرف عن أفقرِ رئيس دولة في العالم؟
تباغتُ المخيلةَ مجموعةٌ من الصورِ المليئةِ بالثراءِ والبذخِ فورَ سماعِ كلمة رئيس دولة؛ إذ تتبادرُ إلى ذهنك مواكبُ السيارات الفارهة والقصور، وكلُّ ما يمُتُّ للثراءِ بصلةٍ، لكن ستتخلى عن هذه الفكرة بعد قراءة هذا المقال، سترتبطُ فكرةُ رئيس الدولة بالفقرِ والتواضعِ والبساطةِ حتمًا، وستروي قصةَ أفقرِ رئيس دولة في العالم كلمّا تغنى أحدهم بثراءِ أحدِ رؤساء الدول، من الرائعِ أنَّه من الممكن أن تكونَ ثروتك أكبرَ من ثروةِ هذا الرجل المتباهي بفقره. اقرأ تاليًا لتعرف مَن المقصود.1824
أفقرُ رئيسِ دولةٍ في العالمِ
خوسيه موخيكا رئيس الأورغواي
في البدايةِ لا بُدَّ من تقديمِ نبذةٍ عن أفقرِ رئيسِ دولةٍ خوسيه موخيكا، فهو رئيسُ دولة الأورغواي خوسيه ألبروتو موخيكا كوردانو، وُلد في 20 آيار سنة 1935م في مونتفيدو في الأورغواي، اعتلى سُدَّةَ الحكمِ في الفترةِ الرئاسية بين 2010-2015م بالانتخابِ، ويكشفُ تاريخُ حياته المشرف بأنَّه كان واحدًا من مقاتلي منظمة توباماروس الثورية اليسارية، وبالرغمِ من تسلمه عدّة مناصب في الدولةِ، إلّا أنَه أَصَرَّ على العيشِ في مستوى يماثلُ مستوى الطبقة الكادحة من الشعبِ، إذ تسلمَ منصبَ وزير الثروة الحيوانية والسمكية والزراعة خلال عامي 2005-2008م، لينضمّ بعدها كعضوٍ في مجلسِ الشيوخِ، وفي عام 2009م توافدتْ أفواجُ المنتخبين إلى صناديقِ الاقتراعِ لمنحه أصواتهم، فحقّقَ فوزًا كاسحًا وتسلمَ الحكمَ من مطلعِ شهرِ مارس عام 2010، وحتى 1 مارس 2015.
حياتهُ قبلَ الحكمِ
عاشَ خوسيه موخيكا حياةً بسيطةً للغايةِ، حيثُ انضمَّ لطلبة التعليم الابتدائي والثانوي في مدارسِ مونتيفيديو، وانتقلَ بعدها إلى معهدِ ألفردو باسكيت إسيبيدو ليتابع دورةً متخصصةً في مدرسةِ القانونِ إلّا أنَّه لم يكمل ذلك، مارسَ الكثيرَ من المهنِ في مرحلةٍ مبكرةٍ من حياته بعدَ وفاة والده، وفي سنِّ الشبابِ انضمَّ للعملِ لدى مؤسس حزب الوحدة الشعبية، واجتمعَ بالزعيمِ الثوري تشي جيفارا في كوبا، وانخرطَ في المجالِ السياسي.
نمط حياته
24
حصدَ خوسيه موخيكا لقبَ أفقرِ رئيسِ دولةٍ في العالمِ بناءً على نمطِ الحياةِ الذي يمارسهُ يوميًا، فقد وُصف بالتقشفي البحت، ويعودُ السببُ في هذا التقشفِ في لفتةٍ إنسانيةٍ لمناصفة الشعب همومه، ولإثبات ذلك فقد تَبَرَّعَ بما نسبته 90% من إجمالي راتبه البالغ 12 ألف دولار أمريكي للجمعياتِ الخيريةِ والشركاتِ الناشئةِ في مساعٍ لتحفيزِ الشبابِ، والحثِّ على الأعمالِ الخيريةِ، أمّا فيما يتعلقُ بزوجته فهي أيضًا عضوٌ في مجلسِ الشيوخِ لوسيا توبولانسكي، فلا تختلفُ عنه إطلاقًا، فقدَّمتْ جزءًا كبيرًا من راتبها لتشجيعِ المشاريعِ الشبابيةِ والمساهمةِ الحقيقيةِ في الأعمالِ الخيريةِ.
البساطةُ في العيشِ
وقع اختيارُ الرئيس السابق خوسيه موخيكا على سيارةِ فواكس فاجن موديل 1987م لتكون موكبه الخاص الذي يطوفُ به في أنحاءِ البلادِ، بينما يقطنُ منزلًا بسيطًا في قلبِ مزرعةٍ أبسط على مقربةٍ من العاصمةِ الأورغوانية، بالإضافةِ إلى مشيه وحيدًا دون أي حراسة مشددة كما هو الحال لدى بقية رؤساء العالم، ولم يكن ذلك فقط ما رفعَ أسهم محبته في قلوبِ شبعه فحسب، بل إنّه قد وَجَّهَ في شتاءِ 2014م إلى فتحِ أبوابِ القصر الرئاسي المشهور بكاسا سواريث أي رييس أمامَ الأشخاصِ المشردين في حالِ نقصِ مراكز الإيواء.
ثروةُ رئيس الأورغواي
يستحقُ هذا الرجل العظيم تمثالًا في بقعةٍ من بقاعِ الأرضِ حقًا، وستؤيدني في ذلك بعدَ سماعِ هذه المعلومة الطريفة بأنَّه لا يمتلكُ أيَّ حساباتٍ مصرفية ولا أيَّ ديون إطلاقًا، فيكتفي بالعيشِ مع أفرادِ أسرته بما تبقى من راتبه وهو 1250 دولار أمريكي، وفقًا لموقع الرجل.
الفسادُ في الأورغواي
من المؤكدِ أن تتراجعَ مستويات الفساد في الأورغواي خلالَ فترةِ حكمِ خوسيه موخيكا، حيثُ برهنَ على قدرته في تخفيضِ مؤشرات الفساد في فترةِ حكمه، لتُظهر النتائج فيما بعد بأنَّ فترةَ حكمه شهدتْ انخفاضًا ملموسًا في معدلِ الفسادِ وفق مؤشرات منظمة الشفافية العالمية.
أقوالُ خوسيه موخيكا
قدَّمَ الرئيسُ خوسيه موخيكا عددًا من الآراءِ عبّرتْ عن صلاحهِ الذي تجسَّدَ بأفعالٍ على أرضِ الواقعِ، ومن أبرز ما تردد على لسانه:
لا أدعو الجميعَ إلى العيشِ في الكهوفِ، لكن على الناسِ أن يعملوا أقل… يجب أن يعملَ الجميعُ، لكن ألّا يعملوا كثيرًا، وألّا يسرعوا وألّا يستهلكوا كمياتٍ كبيرةٍ من ممتلكاتهم لرميها فيما بعد”.
السلطةُ لا تغيّر الأشخاصَ، هي فقط تكشفهم على حقيقتهم.
الفيديو التالي يكشفُ تفاصيلًا رائعةً حولَ حياةِ الرئيسِ السابقِ خوسيه موخيكا أفقرُ رئيسِ دولةٍ لتتعرّف عليه عن قُربٍ أكثر: