ابتكار جديد يطلق قمراً صناعياً كل 3 ساعات!
في إطار السباق المحموم للتفوق في الفضاء الخارجي وتحقيق الاستغلال الأمثل للأقمار الصناعية بمختلف تخصصاتها، تم الإعلان عن ابتكار جديد يتيح إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء كل 3 ساعات.
يتمثل الابتكار في استخدام طائرة بدون طيار وصاروخ دفع بسرعة سوبرسونيك في آن واحد من إنتاج شركة Aevum الناشئة.
تسعى شركة Aevum التي تتخذ ألاباما الأميركية مقراً لها، إلى الحصول على التصاريح والتراخيص اللازمة لتشغيل نظام الإطلاق الفضائي الذي يسمى Ravn، وفقا لما نشره موقع “Space” .
يقول جاي سكايلوس، الرئيس التنفيذي للشركة ومهندس الإطلاق الرئيسي: “تم تصميم Ravn بحيث يمكن إطلاقه كل 180 دقيقة، في حين أن مركبات الإطلاق الأخرى تستخدم عدداً قليلاً من المرات سنوياً بمعدل 18 شهراً كمهلة بين المهام.”
تركز Aevum على إطلاق العديد من الأقمار الصناعية الصغيرة إلى الفضاء، حيث يوضح سكايلوس أن هذه المجموعات من الأقمار الصناعية الصغيرة تمنح الفرصة لإحراز التقدم في مجالات متعددة منها على سبيل المثال “الإنترنت اللاسلكي”.
مرونة في الإقلاع والهبوط
يضيف سكايلوس أن كلمة السر في نظام الإطلاق المبتكر Ravn يكمن في طبيعته غير المأهولة، والتي “تؤدي إلى تبسيط العمليات الأرضية بشكل كبير”.
ويقلع Ravn ويهبط أفقيا على أي مدرج تقليدي، حيث إن تصميمه الهندسي يعتمد على التحليق ذاتي القيادة من لحظة انطلاقه من الحظيرة وإلى حين هبوطه عائدا إليها، بواسطة فريق تحكم أرضي لا يزيد عن 6 أفراد.
سرعة فائقة ووقود جديد
تتألف المرحلة الأولى لـ Ravn من نظام طائرات ذاتية القيادة، يعاد استعمالها، ومصممة للتحليق بشكل مستقل بالكامل في الفضاء.
يقول سكايلوس: إن التصميم الإيروديناميكي الكامل للمركبة تم إعداده بالطريقة المثلى ليسمح بانفصال الصواريخ بسهولة خارج الغلاف الجوي للكرة الأرضية. وتبلغ السرعة القصوى للمرحلة الأولى من Ravn 2.85 ماخ، أو 3,519 كم/ساعة.
تحمل المرحلة الأولى صاروخا من مرحلتين قابلاً للاستهلاك مصمماً لرحلات الفضاء. وتستخدم المرحلة الأولى من هذا الصاروخ وقوداً مطابقاً لمواصفات ومعايير وزارة النقل الأميركية. وتعتمد المرحلة الثانية على الأكسجين السائل كوقود، وتم بالفعل اختبار الأكسجين الساخن على محركات الصاروخ.
قصة وراء الابتكار
استلهم سكايلوس فكرة زيادة معدل إطلاق القمر الصناعي عندما عرف بالصدفة قصة أميركية عن مقتل جنود في عملية في أفغانستان في عام 2005 نتيجة لنقص في الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
ويستطرد سكايلوس قائلاً: “ولأن أخي كان يخدم في الجيش الأميركي بعيدا عن الوطن آنذاك، شعرت بأن تلك الأخبار شخصية وتخصني. وبالتالي قمت بمزيد من البحث، حتى اكتسبت رؤية بأن إخفاق نظام الاتصال كان سببا جزئيا عن الخسائر التي عانينا منها في أفغانستان”.
ويضيف: “كما اكتشفت أنه في المواقع التي تكون فيها الجغرافيا، هي العامل المسيطر، لم تكن تكنولوجيات الاتصال بالضرورة معيبة، ولكن تكون حاجة فقط إلى أوقات مرور متكررة للأقمار الصناعية، أو أن تكون في مواقع ومدارات معينة. وعلاوة على ذلك، فإن تكلفة نشر تلك الأقمار الصناعية هي التي كانت تعرقل جهود سد هذه الثغرة”.
محاكاة 640 طلعة طيران
ويشير سكايلوس إلى أنه مضى قدما لتنفيذ مشروعه المبتكر وأن عمليات محاكاة الطيران، من خلال برامج الطيران بدون طيار البالغة الصغر على أنظمة الكمبيوتر الخاصة بشركة Aevumأكملت 640 طلعة طيران.
ويضيف: “اشتملت التجارب على محاكاة الإطلاق الناجح لكوكبة من 30 قمرا صناعيا في أقل من 3 ساعات”.