هل يمكن لنا رؤية حاضر الفضاء أم الماضي فقط ؟
[ads336]
تطرح إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) على موقعها الإلكتروني الرسمي قسما خاصا يحمل اسم “اسألنا”، تجيب فيه عن الأسئلة الأكثر شيوعا المتعلقة بالفضاء وفيزيائه، وقد اخترنا لكم اليوم إجابة ناسا عن سؤال قد يجول في بال الكثيرين.
يقول السؤال: بما أن الأجسام التي نراها في الفضاء يمكن أن تكون على بعد مئات السنوات الضوئية، فنحن نرى “ماضي” كل جسم منها، فهل هناك طريقة تتيح لنا معرفة “حاضر” الأجسام التي تبعد عنا مئات السنوات الضوئية؟ وكيف يمكن أن نعرف أن الأجسام التي نراها في الفضاء لا تزال موجودة في الوقت الحاضر؟ وإذا لم تعد موجودة وما نراه هو ماضيها، فما هو تأثير ذلك على الكرة الأرضية وحياتنا؟
يجيب عن هذه الأسئلة أستاذ الفيزياء في ناسا نيك ستيرلنغ فيقول إن الإجابة المختصرة هي أننا لا يمكن أن نرى ما تبدو عليه هذه الأجسام فعليا في الحاضر، حيث إننا مقيدون بالمعلومات التي يمكننا قياسها والتي تحملها الفوتونات (الضوء)، وهذه الفوتونات لا يمكنها الانتقال بشكل أسرع من سرعة الضوء البالغة نحو ثلاثمئة ألف كيلومتر في الثانية.
ويضيف أنه من ناحية أخرى، يمكن للفلكيين البحث في الكون القريب للعثور على نظائر النجوم أو المجرات البعيدة جدا. على سبيل المثال، فإن درب التبانة محاط بهالة من النجوم القديمة جدا والتي تعاني من نقص في المعادن (أي عنصر أثقل من الهيليوم في مفهوم الفلك)، بالنسبة إلى الشمس، وهذه النجوم في معظمها قديمة جدا، ومنخفضة الكتلة، وقد تكون شبيهة بالنجوم التي تشكلت في المجرات البعيدة.
ومن أجل العثور على نظائر للنجوم الضخمة البعيدة جدا، يمكن لعلماء الفلك البحث في المجرات “القزمة” القريبة، والتي تشهد تشكل النجوم وتعاني من نقص في المعادن، فهذه المجرات تضم نجوما ضخمة لا توجد في الهالة المذكورة، (فنتيجة لقصر دورة حياتها، تكون النجوم ذات الهالة الضخمة قد أنهت منذ فترة طويلة حياتها على شكل سوبرنوفا).
أما الأجسام الأخرى فلا تملك نظائر واضحة في الكون القريب (مثل النجوم الزائفة أو انفجارات أشعة غاما)، ومن أجل هذه الأنواع من الأجسام، على علماء الفلك مقارنة رصدهم الحاضر (الكون القريب) مع ذلك من الماضي (الكون البعيد)، وبناء نماذج حاسوبية اعتمادا على معرفتهم بالفيزياء للاستدلال على تطور ومصير هذه الأجسام.
ويؤكد ستيرلنغ أن الفترة الفاصلة بين ما نراه من الأرض وبين ما يحدث في المجرات البعيدة هو نعمة ونقمة في الوقت ذاته، فمن جهة، تتيح هذه الفترة الزمنية الفاصلة للعلماء دراسة ما كان عليه الكون عندما كان أصغر بكثير، أي ما يمكن وصفه “بنافذة على الماضي”، ومن جهة أخرى، فإننا لن نرى كيف ستتطور فعليا هذه المجرات ونجومها، ويجب أن نعتمد على المحاكاة الحاسوبية ونظائرها القريبة لفك تشفير مصيرها.
[ads337]